نبض الإحساس المديرون
عدد المساهمات : 799 نقاط : 4245 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 28/05/2009
| موضوع: المروءة وخوارمها الأربعاء يوليو 15, 2009 12:18 am | |
| المروءة وخوارمها الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فقد جاء دين الإسلام الحنيف داعياً لكل فضيلة ، و ناهياً عن كل رذيلة ، لأنه دين التربية الإسلامية الصافية ، والفضائل الإنسانية النبيلة ، والآداب الكريمة ، والأخلاق الحسنة التي تسمو بصاحبها ، وترتقي به في مدارج الشرف والرفعة والمثالية البشرية . ومن هذه الأداب ( المروءة ) . أولاً: معنى المروءة لغةً واصطلاحاً أ- المروءة لغة: هي الإنسانية، أي الأمور التي تكمل إنسانيتك بها، فمما هو معروف أن الإنسان يشترك مع الحيوان في أمور كثيرة كالأكل والشراب والتناسل والغضب والتنازع وغيرها، ويتميز عنها بأمور كثيرة أيضا كالعقل والخلق والتمكين والسمو، والمروءة من الأمور التي تكمل بها إنسانية الإنسان ويتميز بها عن غيره من المخلوقات تميزاً كبيراً. ب- وفي الاصطلاح عرّفها الفقهاء بتعاريف متقاربة ضابطها : الاستقامة , قال القليوبيّ : إنّها صفة تمنع صاحبها عن ارتكاب الخصال الرّذيلة . وقال الشّربينيّ الخطيب : وأحسن ما قيل في تفسير المروءة أنّها تخلق المرء بخلق أمثاله من أبناء عصره ممّن يراعي مناهج الشّرع وآدابه في زمانه ومكانه . آداب المروءة من أدب صاحب المروءة المروءة أن يكون ذا أناه وتؤدة ؛ فلا يبدو فى حركاته اضراب أو عجلة ، كأن يكثر الالتفات فى الطريق ، ويعجل فى مشيه العجلة الخارجة عن حد الأعتدال ، وأما السرعة بمعنى عدم التباطؤ والتثاقل ؛ فدليل الحزم ، والحزم من مقومات المروءة . ويتصل بهذا الأدب أن يكون الرجل متئداً فى كلامه ، يرسل كلماته مفصلة ، ولا يخطف حروفها خطفاً حتى يكاد بعضها يدخ فى بعض . وحيث كان لحسن البيان مدخل فى كمال الروجولية ؛ صح أن يعد فى مظاهر المروءة ، وينبه لهذا قول عمر بن الخطاب : ( تعلموا العربية ؛ فإنها تزيد فى المروءة ) ، ومن أدب صاحب المروءة أن يضبط نفسه عن هيجان العضب أو دهشة الفرح ، ويقف موقف الاعتدال فى حالي الضراء والسراء . ومن هنا نرى ذا المروءة لا تطيش به الولاية فى زهو ، ولا ينزل به العزل فى حسرة ، عدل معاوية عن تولية الأحنف بن قيس ثغر الهند ؛ فقال له زياد : إن لأحنف بلغ من الشرف والحلم والسؤدد ما لا تنفعه الولاية ، ولا يضره العزل ، وقال القاضى قرطبة محمد بن بشير : والله لا أبالي فى الحق من مدحني أو ذمنى ، وما أسر للولاية ، ولا أستوحش من العزل . ومن أدب صاحب المروءة : الصراحة والترفع عن الموارية والنفاق ؛ فلا يبدى لشخص الصداقة وهو يحمل له العداوة ، أو يشهد له باستقامة السيرة وهو يراه منحرفاً عن السبيل . والمراد أن صاحب المروءة لا يتخذ الظهور بخلاف ما يضمر عادة مثل ما يفعل قوم لا تشمئز نفوسهم من الملق والرياء ، أما إذا اقتضت الحكمة إخفاء بعض ما يضمر من نحو العداوة والصداقة ؛ فإن اتباع ما تقتضيه الحكمة من مكملات المروءة . ويتصل بهذا الأدب أدب آخر هو أن لا يفغل الرجل فى الخفاء ما لو ظهر للناس لعدوه من سقطاته ، وقد رفع محمد بن عمران شأن هذا الأدب حتى جعله هو المروءة ؛ فقال لما سئل عن المروءة : أن لا تعمل فى السر ما تستحى منه فى العلانية ، وقال (أرسطا طاليس ) : المروءة استحياء الرء من نفسه . وعمل القبيح فى السر يدل على على أن تجنبه فى العلانية تصنع ورياء ، والمرءة أن يختنب الرجل القبائح لقبحها ووخامة عاقبتها . وإذا وجد فى الناس من فيه استعداد لأن يعاشر من يحملون له فى أنفسهم عداء واستهانه بشأنه ، ولا يبالى أن يلاقيهم صباحاً ومساءً لغير ضرورة ؛ فإن صاحب المروءة يستطيع أن يلاقي الناس بطلاقة وجه ، ولسان رطب ، غير باحث عما تكنه صدورهم من مودة أو بغضاء ، ولكنه لا يستطيع أن يرافق ويعاشر إلا ودوداً مخلصاً . كيف تتحصل على المروءة المروءة لا تتوارث ، ولا يتحصل عليها المرء إلا بمجاهدة وتعب ، وهذة أمور تعين على إقامتها والتحلى بها : الأول :اعلم أن ( للمروءة وجوهاً وآداباً لا يحصرها عدد ، ولا حساب ، وقلما اجتمعت شروطها قط فى إنسان ، ولا اكتملت وجوهها فى بشر ، فإن كان ؛ ففى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم دون سائرهم ، وأما الناس فيها ؛ فعلى مراتب بقدر ما أحرز كل واحد منهم من خصالها ، واحتوى عليها من خلالها ) . الثانى : مع أن شروط المروءة وحقوقها لا تكاد تحصى لا نتشارها وخفاء أكثرها ، لكن الأظهر منها يتحصر فى قسمين: * شروط مروءة المرء فى نفسه ( وهى : العفة ، والنزاهة ، والصيانة ) . * شروط مروءة المرء فى غيره ( وهى : المعاونة ، والمياسرة ، والافضال ) . وقد أشار إلى هذا الامام الشافعى بقوله : ( للمروءة أربعة أركان : حسن الخلق ، والسخاء ، والتواضع ، والشكر ) ؛ ففى هذه الصفات ما يعود للنفس وما يعود على الغير . العفة : إما عن المحارم ، وهى ضبط الفرج وكف اللسان ، وإما عن المآثم ، وهى كالكف عن الظلم والخيانة والمكر . النزاهة : إما عن المطالع الدنية ، أو عن مواقف الربية . الصيانة : إما بالاقتصاد أو بالاستغناء عن الناس ، فإن حمل منن الناس ذل ، والأسترسال في الاستعانة بهم تثقيل عليهم ، قال بعضهم : ( من قبل صلتك ؛ فقد باعك مروءته ، وأذلك عزته) . المعاونة : فتكون بالجاه ، والمال ، والبدن . المياسرة : فهى العفو عن الهفوات ، والمسامحة في الحقوق والوجبات ، ولا يكون ذلك إلا لأهل الفضل ؛ لأن رغبتك فيمن يزهد فيك ذل ، وزهدك فيمن يرغب فيك صغر همة . قال المرادى : ( عود نفسك الصبر على ما يخالفك من رأى أهل الصنيعة والتجرع بمرارة قولهم ، ولا تسهل سبيل ذلك إلا لأهل العقل والفضل والمروءة والستر ؛ فإنك إن سهلت ذلك لغيرهم ؛ تجراً عليك السفيه ، واستخف بك النذل ) . وأما الافضال ؛ فقسمان : اصطناع وهو ما أعطاه المرء جوداً لشكور ، أو تألف به نبوة نفور ، ومن قلَت صنائعه فى الشاكرين ، وأعرض عن تألف النافرين ؛ بقي محقوراً ، فرداً مهجوراً ، والقسم الآخر : استكاف ، وهو كل ما كف به لسان حاسد ، واستدفع ضرر معاند ، وشرط ذلك الخفاء حتى لا يطمع فى مثله السفهاء . الثالث : مما يعين على المروءة المال . قال ابن حبان : ( ومن أحسن ما يستغين به المرء على إقامة مروءته المال الصالح . قال المرادى : ( ولا تظهر المروءة والرأى والقوة إلا بالمال ) ، ولذا قال بعض العرب : ( المروءة طعام مأكول ، ونائل مبذول ، وبشر مقبول ، وكلام معسول ) ، وقيل : ( لا مروءة لمقل ) ، وقال بعضهم : ( المال والمروءة رضيعا لبان ، وشريكا عنان ، وغزنا حصان ، وفرسا رهان ) وقال بعضهم : ( لا مروءة إلا بالمال والفعال ) ، ورفع إلى المنصور كثرة نفقات محمد بن سليمان ( والى البصرة) ؛ فوقَع : ( أعظم الناس مروءة أكثرهم مؤنة) . فالمال من أكبر العون على العفة والنزاهة والصيانة ، فضلاً عن المعاونة والمياسرة والافضال ، وعلى هذا قوام ( المخروءة) . الرابع : ومما يعين على المروءة : الزوجة الصالحة . قال مسلمة بن عبد الملك : ( ما أعان على مروءة المرء كالمرأة الصالحة ) . الخامس : ومما يعين على المروءة : مجالسة أهل المروءات ، ومجانبة إخوان السوء . أسند ابن حبان عن بعضهم ؛ قال : ( مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلب صدأَ الذنوب ، ومجالسة ذوى المروءات ، تدل على مكارم الأخلاق ، ومجالسة العلماء تذكى القلوب . قال ابن عبد البر : ( فلا تكاد تجد حسن الخلق إلا ذا مروءة وصبر ) . وأسند ابن حبان عن معاوية بن أبى سفيان ؛ قال : ( آفة المروءة إخوان السوء ). وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم . | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: المروءة وخوارمها الجمعة يوليو 17, 2009 11:55 am | |
| الله يبارك فيك نبض الإحساس تعريف شامل للمروءة و التي تقارب في معناها الرجولة أعتقد أنها ليست مقتصرة على الرجل, بل حتى المرأة يمكن أن تكون على قدر كبير من المروءة أو الرجول. ربي يخليك لينا يا نبض أنت فعلا إنسانة متميزة |
|
نبض الإحساس المديرون
عدد المساهمات : 799 نقاط : 4245 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 28/05/2009
| موضوع: رد: المروءة وخوارمها الجمعة يوليو 17, 2009 12:29 pm | |
| | |
|